تركيا
تم تصنيف تركيا على أنها من ضمن الدول العابرة للقارات و ذلك لكون أراضيها ممتدة ما بين القارة الأوروبية والقارة الآسيوية، حيث أنها تقع ضمن شبه جزيرة البلقان الأوروبية وشبه جزيرة الأناضول الآسيوية، حيث يفصلها عنها بحر مرمرة ومضيق البوسفور، و هذا ما يجعل السياحة في تركيا مصدرا لتنشيط الاقتصاد و عاملا جاذبا، حيث تحيط بتركيا جملة من البلدان إذ تحدها اليونان و بلغاريا من الشمال الغربي كما أنها أيضا تجاور جورجيا من جهة الشمال الشرقي بينما تتشارك بحدودها مع كل من أرمينيا وأذربيجان وإيران من ناحية الشرق و هذا إضافة إلى العراق وسوريا من جهة الجنوب، و تعتبر إسطنبول أكبر مدن تركيا أما بالنسبة لعاصمتها فهي أنقرة ويبلغ عدد سكان تركيا حوالي 82.003.882 نسمه و بينما مساحتها الإجمالية حوالي 783.356 كيلو مترا مربعا.
تاريخ تركيا
تشتهر تركيا بحضاراتها المتتالية و ذلك نتيجة لموقعها الإستراتيجي فسكنها الآشوريين والأرمن و اليونانيين وغيرهم من الممالك، فمنذ العصور الهيلينية و إلى البيزنطية نجد أن السلاجقة الأتراك هم من قاموا بحكم تركيا الذي إستمر إلى الغزو المغولي الذي عمل على تفكيكها إلى إمارات صغيرة، غير أنه مع قدوم الدولة العثمانية تم توحيدها وتوسع العثمانيون إلى أن وصلوا إلى شمال إفريقيا وغرب آسيا وجنوب أوروبا، و لكن مع تراجع قوة الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى تم تقسيم تركيا من جديد لدول و مناطق و ذلك قبل أن تستقل البلاد على يد مصطفى كمال أتاتورك و تم إنشاء الجمهورية التركية في سنة 1923.
حيث قام أتاتورك بسن جملة من القوانين و أيضا قام إصلاحات وساهم في نمو البلاد إقتصاديا و فكريا إلى أن وصلت إلى ما هي عليه الآن برئاسة رجب طيب أردوغان لتكون بذلك إحدى القوى العالمية و أيضا عضوا فعالا في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المختلفة، فمع العلاقات الدبلوماسية و النشاطات الإقتصادية وتفعيل دور السياحة في تركيا أضحت الجمهورية التركية قوة إقليميّة بفكرها العلماني جاعلا منها أحد الدول الديمقراطية التي أسهمت في زيادة انتشار الإسلام والحريات.
المناخ في تركيا
المناطق الساحلية الموجودة في تركيا تتميز بمناخ منطقة البحر المتوسط الذي يعرف عنه بأنه حار وجاف في الصيف ومعتدل إلى بارد في الشتاء و أما بالنسبة إلى المناطق الواقعة على سواحل البحر الأسود فمناخها معتدل في الصيف وبارد في الشتاء و هذا ما يجعله يستقبل كميات هامة من الأمطار تصل إلى حوالي 2200 ملليمترا بشكل سنوي، فيما يعد مناخ سواحل بحر مرمرة انتقالي بين المناخين المذكورين في السابق مع تساقط الثلج في الشتاء، و على الجانب الآخر فإن هضبة الأناضول تتمتع بالمناخ القاري المتقلب جزأها الشّرقي في غاية البرودة في فصل الشتاء حيث تصل إلى حوالي 40 درجة مئوية سالبة في حين أن الجزء الغربي منها أقل برودة مع طقس حار وجاف في فصل الصيف ومعدل هطول مطري يصل إلى حوالي 400 ملليمترا.
الاقتصاد في تركيا
مع نهاية الحرب العالمية الثانية إزداد التقدم في المجالات الصناعية والبناء كما أصبح جزءا من الاقتصاد والتنمية الحضرية، و هذا ما ساهم في زيادة الاستثمار في القطاع الصناعي لتساهم بذلك بما يزيد عن 30 % من الناتج المحلي، ومع تقدم السنين و أيضا زيادة في كلفة النفط و إنخفض النمو الاقتصادي للدولة التركية إلى أوائل الثمانينات لتسقط البلاد في أزمة مالية حادة و هذا ما دفع الحكومة التركية إلى القيام بالإصلاحات الاقتصادية فخفضت قيمة العملة وزادت من إنتاجية العمل و هذا إضافة إلى هيكلة المؤسسات، وبعد جملة من الأزمات المالية والاقتصادية و بذلك عادت الحكومة التركية إلى الحلول الاقتصادية وتنشيط السياحة في تركيا وجذب الاستثمارات للنهوض بالبلاد من براثن الدّيون وهذا ما كان لها من خلال العمل الجاد لتصبح تركيا حاليا إحدى القوى الاقتصادية العالمية.
السياحة في تركيا
السياحة في تركيا شهدت تقدما كبيرا خلال القرن الـ21 كما أنها لعبت دورا أساسيا في نمو اقتصاد البلاد، حيث تستقطب سنويا الملايين من السياح من شتى أماكن العالم و ذلك بفضل الترويج التي تقوم به وزارة السياحة و ذلك عن طريق امتلاكها لـ17 موقعا تراثيا في أماكن مختلفة على الأراضي التركية كالمواقع الحجرية في كاتالوهوك وكابادوكيا وبرغامون وغيرها، يوجد بها موقعين من عجائب الدنيا السبع القديمة وهي هيكل أرتميس و تمثال زيوس .
السياحة في تركيا ترتكز على المنتجعات الساحلية والمواقع الأثرية حيث وصلت السياحة في تركيا أوجها في سنة 2014 و ذلك عن طريق جذبها لما يفوق عن 42 مليون سائحا جاعلة من تركيا من أكثر عشر وجهات سياحية مرغوبة في العالم و من أبرز الوجهات السياحية في تركيا نجد :
- إسطنبول: و هي تعتبر من أهم الأماكن السياحية في العالم حيث أنها تضم جملة من المواقع السياحية كمسجد السلطان أحمد وآيا صوفيا وقصر دولما باهتشي وبرج جالاتا وقصر الباب العالي وكاتدرائية الصهريج وفندق قصر بيرا كما أنها تعتبر مركزا من مراكز التسوق العالمية.
- الشواطئ: تعتبر الأماكن الساحلية عنصرأساسيا في السياحة في تركيا، حيث نجد المنتجعات على امتداد الساحل الجنوبي والجنوبي الغربي والجنوبي بما يعرف في الريفيراالتركية كأنطاليا كما أيضا تشمل بودروم وجزيرة مارماريس و فتحية و هذا ما يجعل تركيا تحتل المرتبة الثانية عالميا في سنة 2015 بعدد شواطئها البالغ وقتها 436 شاطئا.
- مناطق ثقافية ودينية: تحتوي على مواقع متعددة و متنوعة كأفسس وتروي لكل من بيرغامون وبيت مريم العذراء و دون أن ننسى هيربوليس وطرابزون، أما بالنسبة إلى المواقع الدينية فهي عديدة ومنها كنيسة أنطاكية والأكروبوليس و هذا إضافة للمواقع الدينية في منطقة ماردين.
- أنقرة: وهي عاصمة تركيا بالرغم من دورها الذي يعد محدودا في السياحة في تركيا غير أن المدينة تعتبر مركزا ثقافيا و ذلك لإحتوائها على عدد من المتاحف، و هذا بالإضافة إلى وجود ضريح مؤسس الدولة التركية أتاتورك. و مع تطور السياحة في تركيا فإنها شهدت أعداد السياح الأجانب إرتفاعا ملحوظا بين سنتي 2000 و2005 لتصل إلى حدود 21.2 مليون سائح، كمابلغت الإيرادات المالية في تلك السنة 17.5 مليار دولار أمريكي، و في سنة 2011 كانت تركيا تحتل المرتبة السادسة عالميا والرابعة أوروبيا من حيث الحركة السياحية تبعا لمقياس السياحة العالمي إلى أن وصلت للذروة في سنة 2014 برقم وصل إلى حدود 42 مليون سائح، و يعتبر السوق الروسي هو الأكبر من حيث السياحة في تركيا ثم يأتي بعدها بريطانيا وهولندا وبلجيكا.
تعليقات
إرسال تعليق