تونس الخضراء
توجد تونس الخضراء في شمال القارة الأفريقية، إذ تحدها كل من الجزائر وليبيا، كما أن لها سواحل تمتد على طول البحر الأبيض المتوسط من جهتي الشمال والشرق، أما بالنسبة إلى عاصمتها فهي مدينة تونس وأيضا فإن المقر الخاص بالحكومة الوطنية التونسية يوجد هناك، كما أنها تضم منطقة رأس أنجلة وهي تعتبر أقصى نقطة في شمال أفريقيا، وتبلغ مساحة دولة تونس حوالي 165،000 كم مربع، و أما بالنسبة لعدد سكانها فقد قدر بحوالي 11 مليون و 93 ألف و ذلك وفقا لإحصائيات سنة 2016، كما أن سكانها يتكون من خليط من العرب الذين يمثلون 98% من إجمالي السكان والبربر الذين يمثلون 1% ويقيمون في جبال الظاهر وجزيرة جربة وال 1%المتبقية فإنها تمثل الأقلية اليهودية الذين يقطنون سواحل البحر الأبيض المتوسط، وتعد العاصمة تونس الأكبر من حيث عدد السكان، ثم تتبعها مدينة صفاقس.
تاريخ تونس الخضراء
يرجع تاريخ تونس إلى الفنيقيين الذين قاموا بتأسيس مدينة قرطاج وغيرها من المستوطنات في شمال أفريقيا في القرن الثامن، حيث صارت قرطاج قوة بحرية هامة بالرغم من صراعها الدائم و المستمر مع روما للسيطرة على البحر الأبيض المتوسط، كما تسبب الغزو العربي لتونس في القرن الخامس عشر في تغيير السكان الذين يقطنون فيها حيث تسببت الهجرات المتلاحقة من العرب والعثمانيين في زيادة السكان من الإسبان المسلمين واليهود، فصارت تونس مركزا للثقافة العربية، إذ تسودها ثقافة التعلم، وفي سنة 1881 وقعت تونس تحت الإستعمار الفرنسي إلى أن حصلت على استقلالها في سنة 1956 و مازالت تحتفظ بعلاقات اقتصادية قوية مع فرنسا وغيرها من دول الاتحاد الأوروبي.
مناخ تونس الخضراء
تقع تونس ضمن المنطقة المعتدلة الدافئة التي بين خطي العرض 37° و 30°، حيث يطغى مناخ البحر الأبيض المتوسط في المناطق الشمالية و يتميز بأنه معتدل و ماطر في فصل الشتاء وحار وجاف في فصل الصيف من دون وجود علامات موسمية مميزة، حيث تتغير هذه الأجواء بإتجاه الجنوب و بذلك تسود ظروف شبه قاحلة في السهول والصحراء التي تقع في أقصى الجنوب، إذ تؤدي التأثيرات الصحراوية إلى نشوء رياح السيروكو وهي رياح موسمية حارة التي يمكن أن تلعب دورا خطير جدا في تجفيف الغطاء النباتي، وفيما يرتبط بدرجات الحرارة في تونس فهي تتأثر بالضرورة بوجود البحر لتكون معتدلة وأقل تطرفا على سبيل المثال في ولاية سوسة الساحلية منها في ولاية القيروان الداخلية، إذ أن متوسط درجات الحرارة في سوسة 7°س في كانون الثاني و 32°س في آب ويقابلها في القيروان 4°س في كانون الثاني و 37°س في آب، و سجلت أعلى درجة حرارة في أفريقيا في ولاية قبلي الواقعة في وسط تونس حيث بلغت 55°س، أما بالنسبة إلى كميات هطول المطرفهي تتفاوت بشكل واضح من الشمال إلى الجنوب، حيث يبلغ معدل الهطول السنوي في جبال خمير التي تقع في شمال غرب تونس إلى 60 انش أو ما يقارب عن 1520 ملم الأمر و هذا ما يجعلها المنطقة الأكثر رطوبة في شمال إفريقيا مقارنة مع منطقة توزر التي تقع في الجنوب الغربي من البلاد والتي تحظى بمعدّل هطول أقل من 4 إنشات أو ما يقارب 100 ملم سنويا.
إقتصاد تونس الخضراء
تونس تحتل المرتبة 87 بين دول العالم من حيث الثراء و ذلك بناتج محلي إجمالي يساوي 131 مليون دولار سنويا، إذ تمثل الصناعات الزراعية والتحويلية والتعدين والخدمات من أهم دعائم اقتصادها المتنامي، كما تحتوي الصناعات الرئيسية فيها على النسيج والأحذية والمشروبات وتجارة المحاصيل وتعدين خامات الحديد والفوسفات، إلى جانب فإنه يتم تصدير كل هذه المنتجات إلى الخارج . و تونس تشهد منذ عشرين عاما نموا ثابتًا بمعدّل 5% في اقتصادها مما جعل الحكومة تسعى إلى خصخصة الاقتصاد بهدف جعله قادرا على المنافسة عالميا، كما تعد السياحة أيضا مصدرا كبيرا للعملات الأجنبية و الإيرادات و بالإضافة إلى الحوالات المالية القادمة من العاملين في الخارج.
السياحة في تونس الخضراء
تعد تونس بوجود ما يفوق عن 1200 كم من الساحل على طول البحر الأبيض المتوسط موطنا لعدد لا نهائي من الشواطئ الرملية حيث تعد في نظر الكثير من المسافرين مكانا ذو طقس مثالي لقضاء العطل، هذا ويوفر وجود المنتجعات والبلدات الساحلية و الكثير من الفنادق المواجهة للبحر بالإضافة إلى مختلف الأنشطة مثل صيد الأسماك والإبحار والغوص وركوب الزوارق و ركوب الأمواج، وانخراط تونس في السياحة كونها وسيلة للنهوض بالبلاد من ناحية الإقتصاد، و هذا مما أدى إلى جعل القطع الحرفية المميزة التي ينتجها الحرفيون التونسيون ذات قيمة تسويقية عالية، و هذا الأمر الذي جعل الحكومة التونسية إلى تنشأ جمعية تعاونية تعنى بالحرفيين والفنانين، إذ تهدف إلى تسويق المنتجات الحرفية داخل تونس وخارجها، كما قامت هذه الجمعية بنشر متاجر تعرض هذه المنتجات في مختلف البقاع في تونس و ذلك ليتمكن المهتمين بها والسياح من شرائها، وتشمل هذه المنتجات الفخار و السلال يدوية الصنع و الأواني الزجاجية والمجوهرات المصنوعة بدقّه من الذهب والفضة و هذا بالإضافة إلى المطرزات .
و هذه بعض المدن السياحية في تونس الخضراء :
- العاصمة تونس : و هي تمثل مركز المدينة البلدة التراثية القديمة التي ترجغ إلى القرن السابع، والتي تتميز بشوارعها الضيقة وأبوابها المرصعة بالمسامير وطابعها المعماري الفرنسي الأنيق، و بالإضافة إلى وجود سوق كبير ومتحف باردو.
- سوسة: وهي مدينة ساحلية جذابة تحتوي على حصنا كبيرا و مسجدا ذو أسوار ضخمة ومتحفا متخصصا في عرض الفسيفساء الراجعة للقرن الثالث.
- دوز: تعد هذه الولاية بوابة للصحراء الكبرى الأفريقية، إذ توفر للمسافرين فرصة ركوب الجمال ورحلات الكثبان الرملية. و أيضا تمتلك تونس ثروة كبيرة من التاريخ القديم كالآثار الرومانية المعروفة في قرطاج قرب تونس العاصمة و أيضا الموجودة في دقة التي تبتعد ما يفوق عن 100 كم إلى الغرب من العاصمة.
تعليقات
إرسال تعليق